للمشاعر أسماء وصفات، لا يعلمها إلا من تعلمها، فهل أتقنت مهارة تسمية المشاعر أم لم توفق إلى معرفتها حتى الآن؟
في هذا المقال نضع بين يديك دليل شامل عن مفهوم وأنواع وعدد المشاعر الإنسانية المختلفة، ومهارة تسمية المشاعر التي يغفل عنها كثير من الناس.
مفهوم المشاعر العاطفية في اللغة العربية
كلمة مشاعر هي (اسم)، جمع مشعر ، وتعني الأحاسيس والعواطف
مفهوم المشاعر والأحاسيس في علم النفس
أنه تجربة تتميز بالوعي الشديد، أى إنك تكون واعي تماما بما يحدث داخلك من تغيرات وتقلبات في المزاج، وكيف لا؟ فلا يمكنك أن لا تشعر بمشاعرك!!
المشاعر معقدة، قد يشار إليها بالحالة المزاجية، او نوع الشخصية ، أو طريقة التفكير والإدراك، والحقيقة أنها مزيج من هذا كله، وتتأثر وتؤثر في الشخصية والسلوك وطريقة التفكير والإدراك.
أنواع المشاعر العاطفية
ذهب علماء النفس إلى تقسيم المشاعر الإنسانية إلى قسمين كبيرين، هذين القسمين يضمان عددا من المشاعر الانسانية المختلفة:
-
المشاعر الإيجابية
وتشمل السعادة، والفخر، والحماسة، وغيرها الكثير من المشاعر التي تحفز الإنسان للتصرف بشكل إيجابي، وأن يسلك سلوك محبب للنفس.
-
المشاعر السلبية
وتشمل الحزن، والخوف، والقلق، والخزى، والذنب، والغضب و، والغيرة، وكثير من المشاعر التي تحمل على التصرف بشكل سلبي أو ان يسلك الإنسان سلوكا غير مرغوب.
عدد المشاعر الإنسانية
ذهب كثير من علماء النفس إلى عد المشاعر الأساسية للإنسان والتي يتفرع منها فروع عدة إلى ثمانية مشاعر أساسية وهي:
(السعادة، الحزن، الخوف، الغضب، الفخر، قلق، حماس، مفاجأة).
بينما ذهب البعض إلى أن المشاعر الأساسية الثمانية الأكثر ظهورا في البشر والتى تعتبر الدافع الرئيسي لكثير من السلوكيات هي:
- السعادة.
- الحزن.
- القلق.
- الخوف.
- الغضب.
- الغيرة.
- الذنب.
- الخزي.
كما هو واضح من المشاعر الأساسية المحركة للإنسان أن أغلبها مشاعر قد يعتبرها البعض مشاعر سلبية، ولكن في الحقيقة هي مشاعر ذات وظيفة محددة، خلقت من أجل حماية الإنسان والحفاظ عليه، وسوف يتبين لنا ذلك لاحقا بعد المرور على كل شعور، والوقوف على دوافعه ومسبباته، وكيفية التعامل معه إذا خرج عن نطاقه الصحيح.
لكن قد يتبادر إلى ذهن البعض، أن تسمية المشاعر شيء بديهي، ولا يحتاج إلى معرفة أو تعلم، فيكفي المرء أن يشعر بشيء ويتصرف على إثره….
والحقيقة…أن معرفة إسم الشيء هي أول خطوة في اتجاه معرفة كيفية التعامل مع هذا الشيء، فلا يمكن تهدئة الإنسان الذي يعتريه الغضب، إلا بمعرفة أنه غضبان ومعرفة أسباب غضبه والأفكار التي كانت الدافع الأساسي وراء هذا الغضب، ثم التعامل مع هذه الأفكار وتصحيحها حتى يتحول هذا الغضب العارم إلى هدوء مريح.
إذا أردت أن تعرف المزيد عن أهمية تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية إضغط هنا
لماذا تسمية المشاعر؟ (أهمية تسمية المشاعر)
- لأنها مهارة إدراكية يجب أن تكتسبيها.
- حتى تعرف مسببات هذا الشعور من أفكار.
- حتى تعرف كيفية التعامل مع هذا الشعور.
كبت المشاعر يؤدي إلى الانفجار، وتجاهل المشاعر وإنكارها يؤدي إلى تراكم المشاعر المهملة المنسية و اختلاط المشاعر وصعوبة فهمها.
أحيانا يكون أصعب ما يواجهه الإنسان هى تسمية المشاعر التي يمر بها الآن، فقد تختلط المشاعر، وقد تبقى لفترة طويلة تلازم الإنسان، تنتظر منه أن ينتبه لها، يسميها، يقيمها، يقر بها ثم يتعامل معها.
مجرد تسمية مشاعرك الحالية يشعرك بالراحة والإطمئنان، فقد وضعت يدك على الجرح، وعرفت ماهيته وإسمه وسببه، وتوشك أن تعرف كيفية التعامل معه بعد أن تقر بوجوده وتسمح لنفسك بالإندماج فيه وعدم نكرانه.
لمعرفة المزيد عن أهمية تسمية المشاعر يمكنك الضغط هنا
والآن سوف نتناول كل شعور بالتفصيل، ونعرف دوافعة وأعراضه الظاهرة على جسدك وكيفية التعامل معه والتحكم فيه إذا خرج عن نطاقه الطبيعي، وكيف نتحكم في تصرفاتنا المبنيه عليه.
أولا: شعور السعادة
السعادة شعور مكتسب، يمكن للمرء أن يتعلم كيف يزيد سعادته في الدنيا ويزيد من مقدار تمتعه بالأشياء من حوله، عن طريق تغيير طريقة تفكيره، ومنطقه وإدراكه للأشياء.
ونعرف جميعا مقولة الشاعر الذي قال (كن جميلا ترى الوجود جميلا)، وفي مقولته الكثير من الصحة، حيث أن المرء يرى العالم من خلال نظارة أفكاره ومخيلاته، كيف أدرك الأشياء وكيف فسرها منطقه؟ وكيف عاش مستمتعا بها أم متذمر منها؟
شعور السعادة على بعد خطوات منك، يفصله عنك بعض العقبات، إذا عرفت هذه العقبات فهذه أول خطوة لك في طريق السعادة الحقيقية.
ماذا يقف بينك وبين سعادتك؟
هناك أربعة عوامل تجعلك بعيدا عن راحة البال والسعادة، هذه العوامل من فضل الله أنها جميعا خيوطها بيديك، يمكنك أن تغيرها وتطوعها لصالحك. هل تشتاق لمعرفتها؟ سأقولها لك حالا:
- التشتت.
- الوحدة.
- فقدان الهدف.
- الصوت السلبي الداخلي للنفس.
هذه العوامل الأربعة قد تبدوكلها أو بعضها أنها عوامل خارجية، لا يمكن للإنسان التحكم فيها أو تغيرها، ولكن إذا تأملتها قليلا سوف يتبين لك أنها جميعا تتصل بإرادتك أنت، وأن لك اليد العليا في إبقاءها أو التخلص منها.
إذا أردت أن تعرف أكثر عن شعور السعادة والعوامل التي تقف بينك وبين سعادتك، اضغط هنا
خطوات عملية في طريقك نحو السعادة
أولا: اليقظة الذهنية
ما هي اليقظة؟ وكيف تكون علاجا للتشتت؟
كما سبق أن أشرنا إلى أن التشتت هو من العوامل التي تقف حائلا بينك وبين سعادتك وراحة بالك، حيث ان تشتت الفكر يجعلك تفكر في كل الاتجاهات في آن واحد، يصرف تفكيرك عن وقتك الحاضر و لحظتك الحالية.
قد يسرق التشتت منك سعادتك الحالية بإنجاز جديد، حيث يأخذك بعيدا إلى تذكر ماض مؤلم أو فشل في السابق.
وقد لا تشعر بلذة الأوقات الجميلة بسبب خوفك الزائد وقلقك من المستقبل وإنصراف فكرك إلى ما سوف يكون.
لذا لا تشتت نفسك بين غياهب الماضي، ودروب المستقبل، أنت هنا، الآن، في اللحظة الحالية، لا يهم ما قد كان أو ما سوف يكون، ركز في حياتك الحاضرة ووقتك الحالي.
إذا أردت أن تعرف أكثر عن اليقظة وتدريباتها المفيدة وكيف تختار منها ما يناسبك أنت خصيصا اضغط هنا.
ثانيا: بناء علاقات صحية
العلاقات الصحية هي التي يكون فيها تواصل وفهم ومودة وحب وتفهم وتقدير، تواصل صحي وليس مسموم.
meaningful relationships
يجب أن يحظى الإنسان بوجود حب غير مشروط في حياته، حب يستطيع من خلاله أن يعطي ويأخذ مشاعر وتعاطف دون أسباب أو شروط.
الوهن النفسي ينهزم أمام صديق حميم، وقلب رحيم، وأذن تسمع، ويد تربت، لذلك وجود علاقات صحية في حياتنا هو شيء حرج لا يمكن الاستغناء عنه.
وجود شخص أو أشخاص مثل هذا النمط، هو حماية ووقاية من السقوط في شباك الوهن النفسي. إحرص على تكوين شبكة من الأصدقاء، ولا تدع خوفك من الظهور ضعيفا يمنعك من البوح والفضفضة.
العلاقات الجيدة تشعرك بالثقة والإشباع، وقد تكون علاقة صداقة، بنوة، أبوة، أمومه، أخوة، (أى إنسان يمكنك أن تحبه في أي ظرف وأى زمان وأي مكان).
أكثر العلاقات نجاحا وإرضاءا للطرفين هي التي تكون قائمة على الإحترام المتبادل، والتوازن بين الطرفين، أي تكون فيها عطاء أخذ بشكل متساوي تقريبا.
نعم، كلنا نعاني من قلة الأصدقاء الحقيقين، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكنك فعلها، لتحصل على مستمع جيد، وقلب رؤوم.
بعض النصائح لبناء علاقات صحية
- حاول التواصل مع زملاء العمل.
- شارك في بعض الأنشطة التطوعية، ستجد هناك نوع من البشر الرحيم.
- أدع صديق أو زميل إلى العشاء أو كوبا من القهوة.
- تعهد أحد أفراد أسرتك بالسؤال والرعاية، واطلبها منه أنت أيضا.
- رافق بعض الأشخاص إلى نزهة أو رحلة.
- اتصل أو راسل صديق قديم
- تمرن على رياضة ما وتعرف على أصدقاء التمرين.
- حدد موعد أسبوعي للتجمع العائلي، أو تجمع الأصدقاء.
- تعلم شيئا جديدا، وقابل أشخاصا جدد.
- ثق في أحد يكون مرجعا بالنسبة إليك، قد يكون مدربك أو طبيبك النفسي.
إذا أردت معرفة المزيد عن شروط بناء علاقات صحية مع الآخرين اضغط هنا