أرحنى دائما (الراحة:حياة تستحق الحياة)
علم النفس

أرحنى دائما (الراحة:حياة تستحق الحياة)

أرحني دائما (الراحة)
أرحني دائما (الراحة)

ماهي أولوياتك في الحياة؟ الراحة؟

 

ذكرنا في المقالات السابقة عن ثلاث أولويات رئيسية يتبناها بعض الناس بنسب متفاوتة، فعرفنا من كان اولويته الحب( الحب أولا)، وعرفنا من كانت أولويته طلب التفوق والامتياز(طلب العلا) ، وعرفنا من كانت أولويته السعي وراء الكمال( غايتنا الكمال)، وإذا كنت قد تعبت من البحث عن إجابة هذا السؤال في تلك المحطات الثلاث، فها انت قد وصلت إلى المحطة الرابعة  والأخيرة، التي سوف تنعم معها بالراحة والاسترخاء.

 

أرحني دائما

 

هؤلاء أناس آثروا الراحة على الشقاء، فكروا في كل الأولويات فوجدوا أنها كلها متعبة، فاختاروا أن يكونوا بلا أولويه متعبة، أو أن تكون أولويتهم هي راحتهم الجسدية والنفسية والروحية.

 

في الحقيقة هم أناس يعرفون كيف يسعدون أنفسهم، كيف يستمتعون بوقتهم، كيف يغتنمون لحظات الحياة في كل ما يريحهم ويجلب لهم الشعور بالأمان و الإطمئنان، يهربون من المشاكل والمهاترات والجدال العقيم، لا يهتمون لأمر شئ أكثر من إهتمامهم بمنطقة الأمان الخاصة بهم من أن يقتحمها أو يعكر صفوها أحد ما.

 

لكن إيثارهم لهذه الراحة قد يمتد إلى التقاعس عن عمل الإلتزامات نحو الآخرين، أو التكاسل عن تأدية الأمور المهمة في الحياة، وقد يشعر من يعاملهم وخصوصا شركاء الحياة، أنهم إتكاليون، غير متعاونين، أنانيون، لا يهمهم إلا أنفسهم وراحتهم فقط.

 

 كما أن هروبهم من المشاكل قد يؤدي إلى إتصافهم بالسلبية في كثير من الأحيان، فهم يؤثرون عدم إظهار موقفهم الحقيقي تجاه مشكلة معينة، حتى لا يجلبون لأنفسهم شاغلا لا طائل منه على حد وصفهم، إلا أن عدم إظهار موقفهم الحقيقي قد يجلب لهم من المشاكل المترتبة ما لا طائل لهم به!

 

ما الحل؟ كيف أحصل علي الراحة وتكون حياتي تستحق الحياة؟

إذا كنت ممن يؤثرون الراحة يجب عليك أن تعلم:

  • أن تشعر بالراحة لتسعد نفسك وتهتم بها ليس عيبا، بل إنه ميزة و لكن إحرص على أن تكون هذه الراحة في حدودها الطبيعية التى لا تضر بمصلحتك الشخصية أو مصلحة الآخرين.

 

  • بعض المواقف لا تحتمل أن تكون بلا رأي واضح فيها منذ البداية، وتركك للصورة  مميعة دون حسم، يزيد الأمور سوءا لا يحلها.

 

  • إحرص على أن تكون صاحب موقف، لا يكن أحدكم إمعة.

 

  • إستعذ بالله من العجز والكسل كما أمرنا رسولنا الكريم بفعل ذلك صباحا ومساءا كل يوم، فالعجز هو الكف عن فعل الشئ لعدم القدرة، سواءا كانت عدم القدرة حقيقة أو وهما، و الكسل هو الكف عن فعل الشئ رغم القدرة، لكن الآفة هي ضعف الهمة.

 

  • حياتك لن تكون ذات قيمة حقيقية إلا بخروجها من منطقة الراحة خاصتك comfort zone وتجربة الأشياء الجديدة وخوض غمار الحياة، لا تكن سلبيا، لا تجعل راحتك تثنيك عن فعل إلتزاماتك، إسترح قليلا، ثم عاود العمل مرة أخرى.

 

  • و أخيرا، راحتنا ليست على الأرض، راحتنا في الجنة بإذن الله.   

“ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين” العنكبوت (6)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *