ذكريات الطفولة
ما الذي جعل نفوسنا هشة كزجاج واهي رقيق لا يتحمل اللمسات فضلًا عن الصدمات؟
هل هذا شيء اقترفناه بأنفسنا أم أنه شيء جُبلنا عليه؟
ولو كان شيئًا جُبلنا عليه، فلماذا أوصانا رسول الله بأن نكون أقوياء في حديثه (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان)؟
ولماذا أوصانا الله أن لا نحزن في غير موضع من القرآن الكريم: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران آية 139).
(وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص آية 7).
هل هناك حكمة في أن يخلق الله لنا مشاعر الخوف، الحزن، القلق…..؟
بعد أن طرحنا بعض الأسئلة التي قد تجول بفكر أحد منا، دعونا نبحث معًا على الأجوبة علنا نجد ما يريح قلوبنا وعقولنا وتطمئن له صدورنا.
أولا: نفوسنا هشه، هذا واقع يواجهنا ولا نستطيع أن ننكره، أصبح الإكتئاب والقلق والأمراض النفسية من أمراض العصر المستشرية، وإذا نظرنا إلى الأسباب التي أدت إلى ذلك نجد أنها تنقسم إلى:
- أسباب تتعلق بأخطاء التربية في مرحلة الطفولة.
- أسباب ذاتية تتعلق بأسلوب حياة الإنسان وطريقة تفكيره.
أخطاء التربية في مرحلة الطفولة
أخطاء التربية والذكريات الأليمة التي قد يتركها الآباء في أذهان أبنائهم، للأسف هي ليست مجرد ذكريات تقبع في ركن مجهول من الدماغ ولا تخرج إلا في حين ذكرها أو رؤيه موقف يذكر بها، ولكن ما لا يعلمه كثير من الآباء أن الطفل في عمر مبكره جدا يكون مفهوم عن نفسه وعن نظرته للأشياء بناءا على ما يقدمه له الآباء من كلمات وأفعال وما تحمله من مشاعر وأفكار.
ماذا يحتاج الطفل حتى يكون سويا نفسيا عندما يكبر ولا يكون أكثر عرضة للأزمات النفسية؟
خبراء التربيه الايجابيه وعلي رأسهم ألفريد أدلر وضعوا بعض المتطلبات الأساسيه التي يحتاج إليها الطفل منذ نعومه أظفاره ليحظى مستقبلا بنفسيه قويه وشخصيه سويه وهي كالآتي:
يحتاج الطفل أن يشعر بأنه مقبول كما هو، دون زيادة أو نقصان، يشعر أنه محبوب دون سبب أو شرط فقط لأنه هو، يشعر بأنه قد أضاف بوجوده قيمة لهذه الأسرة وهذا الوجود.
حين لا يشعر الطفل بأنه مقبول كما هو، يصل إليه إحساس بأنه منبوذ، أو أنه لا يستحق حب والديه له ويالتالي هو لا يستطيع أن يحب نفسه أيضا وهو الشعور الأخطر، لأن الذي لا يحب نفسه كيف تطلب منه أن يبدع ويزدهر في هذه الحياه المليئه بالمثبطات والمحبطات.
يعتبر حبك لنفسك ومعرفتك العميقة بمميزاتك هو حائط الدفاع الأول أمام اليأس والإحباط.
يحتاج الطفل إلى التشجيع المستمر حتى يشعر بالثقة في أنه سوف ينجح، وإن لم ينجح فإنه سوف يحاول مرة أخرى حتى ينجح، وهذا ينمي عنده صفه الصمود وهو أكثر ما يحتاجه لبناء شخصية قويه لا تنهزم بسهولة ولا تنكسر أمام صدمات الحياة.
حين يفتقر الطفل للتشجيع وتنميه حس الصمود والمرونه أمام الصعاب، يميل إلى الإنهزام بسهولة والإستسلام التام، و هو ما يجعله ينكسر بسهولة حين يكبر ويكون أكثر عرضه للإكتئاب وإنعدام الثقة بالنفس.
يحتاج الطفل إلى أن يشعر أنه قادر علي فعل الأشياء وأنه يستطيع.
عندما يخشي الآباء أن يخطئ الأبناء فلا يتركوا لهم المجال أن يجربوا عمل الأشياء الجديدة، التي هي في نظر الآباء صعبة علي الأولاد، فهي تصبح في نظر الأبناء مستحيلة وبالتالي تقل ثقتهم بأنفسهم ويؤثرون عدم التجربه لتلافي الخطأ.
والحقيقة أن كل البشر يخطئ ولا يتعلم إلا من خطأه، فأن تخطئ هي فرصة للتعلم وليس العكس.
يحتاج الطفل إلى أن يشعر أن له دور وله رأى في هذه الحياة، وأن حياته هي مسؤليته الشخصية وليست مسؤلية شخص آخر.
عدم إفساح المجال للطفل للتعبير عن رأيه قد يدفعه إلى التمرد فهو يجده وسيلة يعبر بها عن وجوده في هذه الحياة، أو أنه ينقاد بسهولة لآراء الأخرين ولا تتكون عنده شخصيه مستقلة،وهذا ما يجعله في المستقبل ضعيف نفسيا، منقاد، وقد يكون عرضه للإدمان.
و الحقيقة أيضا أننا خلقنا أحرارا، والحريه ليست رفاهية بل مطلب رئيسي من متطلبات الحياة.
ولكن ماذا إن لم نحظى بهذه التربية التي تعني بنفسية النشأ وتكوين إنسان قوي سليم نفسيا يحظى بالثقة في النفس والمرونة والصمود؟
هنا يأتي دور السبب الآخر الذي يساهم عدم تناوله بصورة صحيحة في تكوين النفسية الهشة، ألا وهو:
أسلوب حياة الإنسان وطريقة تفكيره
وهذا ما سوف نتكلم عنه في المقال القادم بإذن الله
بس كان طبعا مجرد نزول لرغباتك دون دراسه علميه تحقق النجاح المنشود من جانب الاباء كما يفعلون فى الغرب عل هذه الرؤيه يستفيد منها الاحفاد
الحمدلله سيبتك تجربى كل حاجه انتى عايزاها ماعدا الاعتكاف فى المسجد