تحدثنا في المقال السابق عن مهارة الصمود أمام الخزي وأن هناك طرق للتعامل مع هذا الشعور نذكر منها في هذا المقال الطريقة الأولى لتغيير الوعي وإدارة التفكير ” باب مغلق وآخر مفتوح”، فهيا بنا لنرى ماذا يقدم لنا هذا الباب؟
التغيير سنة الحياة، وكما قال الفيلسوف اليوناني هرقل “الشيء الوحيد الثابت في هذه الحياة هو التغيير”، نعرف هذه الحقيقة ونقبلها أو نظن اننا قبلناها، ثم تصدمنا حقيقة أن التغيير قد يكون بفقد الأشياء الثمينة في حياتنا أيضا.
أغلقت الأبواب إلا باب الكريم
لا شيء يبقى إلى الأبد في هذه الحياة، أن تفقد شخصا عزيزا أو تترك عملك أو تضطر الى ترك بيتك وموطنك، أن تفشل خطتك أو تفقد حلمك أو يصدمك رفض الآخرين، هكذا تشعر أن هناك بابا قد أغلق في وجهك ولكن بالتأكيد هذا ليس باب السماء.
باب مغلق وآخر مفتوح
لأن نهاية أي شيء تعني بداية شيء آخر، وكل شيء يختفي يفسح مكانا في الحياة لظهور شيء بديل، فإن أغلق في وجهك باب يظل لديك أبواب أخرى مفتوحة بالإضافة إلى باب جديد لم تكن طرقت عليه من قبل ولا انتظرت أن يفتح لك في يوم من الأيام.
أنت صاحب قرارك، هل ستظل واقفا أمام الباب المغلق تبكي وتنتظر أن تتغير الأقدار؟ أم ستوجهه نظرك إلى هذا الباب الجديد الذي لاح في أفقك مفتوحا على مصراعيه ينتظر منك الدخول؟ فكر واعلم أن السعادة اختيار.
هل كان سيفتح الباب الجديد لولا أن أغلق القديم؟
هل كنت ستنتبه للفرص المتاحة لولا أن أنهيت التفكير في الفرص الضائعة؟
هل ظهرت لك الحكمة من إغلاق الباب؟
الآن بعد أن ذهبت لبابك الجديد وعرفت أنه خير وفير، يمكنك أن تمتن للباب القديم الذي أغلق في وجهك، فلولا أنه منعك من العبور، لضللت طريقك وغفلت عن هذا الخير الذي كان بانتظارك في مكان ما بعيدا عن أحلامك وطموحاتك السابقة “ويدعوا الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا” الإسراء11.
التدريب 1:
تذكر أحلامك الضائعة ، وفرصك الفائتة، وكل شيء ثمين في حياتك اضطررت إلى فراقه، أعلم أنه شيء صعب وأقدر حزنك وألم الفراق.
لكن الآن هل يمكنك أن ترى أي جانب إيجابي لهذا الفقد؟ هل تعلمت شيئا ما كنت لتعرفه لولا أن حدث ما حدث؟ هل زاد يقينك في شيء ما؟ هل فتحت لك أبواب جديدة لم تكن تعرفها من قبل؟ هل أيقنت أن النهايات ماهي إلا بدايات لشيء آخر؟ وأن ذبول زهر جميل لا يعني بالضرورة قبح وجفاف، لكن قد يكون بداية لظهور عطر مبهج تستطيع أن تشم عبيره في كل الأوقات.
في هذا التدريب ركز على نقطتين:
- وجه نظرك وفكرك نحو المستقبل والفرص المتاحة لك فيه، ولا تلتفت إلى الماضي وما فاتك فيه.
- ما يمنعك الآن من أن تكون متفائلا حين يغلق في وجهك أي باب؟ حاول أن تعرف الإجابة وأصلح الخلل.
تستطيع أن تساعد نفسك إذا أردت ولا يمنعك من الصمود إلا نفسك إذا لم ترد.
One thought on “باب مغلق وآخر مفتوح (مهارات الصمود)”