حكمت المحكمة
حكمت المحكمة حضوريا على المتهم…..
هذه الجملة كنا نسمعها منذ زمن في الأفلام، وكانت ترتبط في أذهاننا بالأحكام التي تصدرها هيئة المحكمة على أناس محل إتهام بالسجن أو الإعدام أو حتى البراءة، هذه الأحكام كانت تأتي بعد دراسة حيثيات القضية وكيف وقعت الجريمة والاستماع لشهادة الشهود، وشهادة المتهم نفسه، وبعد كثير من الوقت يتم البت في القضية وتأتي الكلمة الشهيرة ….حكمت المحكمة.
في الواقع ليست المحكمة وحدها من تصدر الأحكام، بل يصدرها كل فرد في هذه البسيطة، يصدرها ليس فقط على الناس بل على نفسة أيضا، يصدرها دون مشاورة ولا تدقيق ولا بحث في حيثيات، ثم يطلقها الى الابد، فلا نقض ولا استئناف!
نرجع مرة أخرى للمحكمة، بعد المشاورات والبحث والتدقيق ظهرت أدلة جديدة غيرت مسار القضية، وتغيرت نظرة هيئة المحكمة للمتهم، فقد تبين أنة ضحية بشكل ما، ثم أنهم خففوا الحكم عليه أو برؤه مما نسب إليه، هكذا الأحكام في المحكمة، يمكن نقضها والنظر في القضية من جديد اذا توافرت أدلة جديدة.
في الواقع نصدر الاحكام نحن البشر على بعضنا البعض وعلى أنفسنا مرة واحدة مدى الحياة، ولا نغير هذا الحكم مهما توافرت الادلة الجديدة او الشروط، وهذا هو الظلم البين.
كيف نظلم أنفسنا؟
نظلمها حين نحكم عليها بالنظر الى ماضيها، فنظن أنفسنا قد صرنا خبراء بما لدينا من إمكانيات، و ننصب أنفسنا حكاما على أنفسنا، لكننا لا نعطي للعدل نصيبا من أحكامنا.
نظلمها حين نحكم على مستقبلنا أنه لن يكون أحسن من حاضرنا وماضينا، وذلك بسبب الحكم الذي اطلقناة مسبقا على أنفسنا بالعجز وقلة الحيلة.نظلمها حين نضيع على انفسنا الفرصة تلو الفرصة ظنا منا انه لا جدوى، فقد فشلنا من قبل، أصدرنا الحكم على أنفسنا بالفشل مدى الحياة، وانتهى الأمر.
تخلص من الختم
الدكتور أحمد عبد الكريم المتخصص في علم النفس الجدلي السلوكي ضرب مثالا لإصدار الأحكام على النفس أوعلى الناس، باستعمال الختم على الأشخاص، كذلك الختم الموجود على قطز وجهاد في فيلم واإسلاماه، لا تصدر حكم على شخص ما بسبب موقف ما جعلك تكون عنه فكرة، ثم تكون هذه الفكرة حكما ثم يكون الحكم ختما ملاصقا لهذا الشخص مدى الحياة.
كم هو مؤلم ان يصدر عليك احد ما حكما ظالما بما ليس فيك، ثم يظل متمسكا بهذا الحكم، فكلما رئاك ذكرك بما ليس فيك او عيرك به، فلا تفعل هذا مع الناس، ولا تفعله مع نفسك.
إستبدل الختم بجرس
إجعل في وعيك جرس داخلى،يكون لك بمثابة الإنذار حين تقدم على ظلم نفسك او ظلم الناس.
لاحظ نفسك جيدا، فإذا سمعت صوتك الداخلي يحدثك بأحكام اخذتها على نفسك بسبب مواقف سابقة في الماضي، أعمل الجرس وأمحو الختم الذى وضعته على نفسك، وامنح نفسك كل الفرص الجديدة الممكنة.
لا حظ نفسك ايضا حين تتعامل مع الناس، لا تجعل الاحكام القديمة تقف حائل بينك وبينهم، سامح وامنح الفرص، قدر أن التغيير حتمى، وان هؤلاء البشر لابد وأنهم قد غيروا ما بهم من سلبيات، أو انك قد أسأت التقدير والحكم عليهم من البداية.
اقول ايه بعد قاضى القضاه هوا فعلا كلام جميل وكلام معقول
العفو سيادة كبير الموثقين بوزاره العدل
كلام جميل سيادة المستشار رئيس المحكمه
العفو يا سيادة قاضي القضاة