بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه، اللهم لك الحمد حتى ترضى ولَك الحمد إذا رضيت و لَك الحمد بعد الرضى.
فإن السعادة كلها و الطمأنينة كلها لها مصدر واحد وأساسي لم أجد غيره في الحياة ألا و هو القرب من الله ومعرفة الله و الأنس به و التوكل عليه والعيش معه وبه وله.
و هذا القرب و تلك المعية ليست لجد أو إجتهاد من العبد فقط و إنما هي هبة من الوهاب و إختيارا و إصطفاء منه سبحانه فهو العليم بما في الصدور، الخبير لما تؤول له الأمور ، الحكيم الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
فكيف لنا بالوصول إذا لهذه السعادة التي يلهث ورائها بني آدم وينشدونها بشتى أنواع الوسائل فيجدونها حينا ويفقدونها أحيان ثم لا يلبثوا أن يبحثوا مره اخرى و أخرى و أخرى، حتى ينتهي بهم مطاف الحياة وتذهب سنين العمر عبثا، سعيا وراء سعادة منشودة قلما أن يقابلها الإنسان.
لا أزعم أني أعرف ما تجهله البشرية ولَم أخترع عقارا جديدا يداوي كل الجروح التي عجز عن مداواتها الأطباء ولكني عشت بما يكفي لأن أعلم أني سأموت قريبا وأن حياتي الدنيا ليست نهاية المطاف وكيف تكون هي النهاية و أنا أشعر فيها بالغربة في كل نفس يدخل جوفي ثم يخرج منه شريدا يسأل في حيرة بالغة وتيه عميق “ثم ماذا؟”……………..لا إجابة.
نغرق في أحلام تؤرقنا، نسعى لتحقيقها، نندفع نحوها بجنون حتي يكون حلم تحقيقها هو السعادة بعينها، ندعو الله ونرجوه أن يوفقنا، فيعطينا العاطي الوهاب ما كنّا نرجوه، نسعد ونمرح لقليل أو كثير ثم لا نلبث أن نعود لنقطة البداية أو قريب منها، و نسأل في حيرة نفس السؤال الأذلي الأبدي، ثم ماذا؟……….
حتي يظهر لنا بالأفق حلم آخر أو شغف جديد هكذا نعيش نجري وراء تحقيق الأماني و الأحلام ظنا مننا أنها تحقق لنا السعادة وقد تعطينا قدرا منها ولكنه قدر يسير لا يلبث أن يزول وننسى بالمرة أن هذا الشئ كان يمثل لنا السعادة في يوم من الأيام
هناك سرداب سري للسعاده لا يعرفه إلا من إقترب من باب هذا السرداب ودخل فيه وحاول أن ينير ظلمة السرداب فأضاء له السرداب ما تبقي له من حياته بل أضاء ما بعد الحياة.
هذا السرداب وهذا الطريق هو……..القرآن.
يتبع……